مقالات

كيف تجعل القراءة نمط حياة روتيني؟

كي تصبح القراءة وسيلة لا بديل لها لبناء الفكر والوعي وتكوين آراء عميقة، يجب أن يمر القارئ بمنحنى من تطور المهارات والتعلم كافيين. ولكي تصبح القراءة جزءًا من حياتك اليومية، فأنت بحاجة لامتلاك روتين يجعلها نمط حياة تلتزم به باستمرار، في هذا المقال نقدم ثماني خطوات تساعدك على بناء روتين القراءة.

لم تتزحزح القراءة، منذ اختراع الكتابة، من موضع الوسيلة الأولى والمثلى لاكتساب المعرفة. لكن مثلها مثل أي نشاطٍ ينخرط فيه الإنسان، يجب عليه أن يمر فيه بمنحنى من تطور المهارات والتعلم كافيين كي تصبح القراءة وسيلة لا بديل لها لبناء الفكر والوعي وتكوين آراء عميقة. ولكي تصبح القراءة جزءًا من حياتك اليومية، فأنت بحاجة لامتلاك روتين يجعلها نمط حياة تلتزم به باستمرار.

لماذا من المهم جعل القراءة نمط حياة روتينيًّا؟

«لم نعد بحاجة لرجال لإحراق الكتب، فالناس أنفسهم توقفوا عن القراءة بإراداتهم». رواية فهرنهايت 451، راي برادبوري.

اعتدتُ خلال السنوات الأخيرة الاستماع إلى وصف بعضهم للقراءة على أنّها هواية، إمّا يجد لها في وقت فراغه فرصةً أو لا، وبعضهم الآخر يقولها بصورة مباشرة إنَّه لا يحب القراءة لأنه يشعر بالملل. في الحقيقة، أنا لا أزايد هنا على تفضيلات الآخرين، أو أقر بوجود وسيلة واحدة للمعرفة يجب على الكل اتّباعها؛ لكنني أتحدث من منظورٍ جوهري عن أهمية القراءة نفسها، وضرورة أن تكون نمط حياة روتينيًّا، وذلك للأسباب الآتية:

1. القراءة أداة مهمة لتكوين معرفة صحيحة

انتقلت المعرفة في العالم عبر التدوين. العلوم والتاريخ والثقافة والحضارة؛ كل ذلك وصل إلينا بهذه الطريقة، ونحن لا نعيد اختراع العجلة، بل نبني كل شيء على ما سبق إنتاجه وتسجيله. لذا، فالقراءة أداة مهمة في رحلة تكوين المعرفة الصحيحة في أي موضوع يُطرح حولنا، وبناء رأي واضح ومتماسك، يستند إلى حجج موضوعية بما نستخلصه من القراءة. كما تتيح لك القراءة تتبع أي موضوع ترغب به حتى الوصول إلى الأصل، وذلك لتضمن معرفته من جذوره.

2. القراءة وسيلة تعليمية مهمة

القراءة وسيلة مهمة في رحلة التعلم، فهي لا تغطي القشور كما في المحتوى الذي تتعرض له على الإنترنت، بل تستفيض في شرح الموضوع وتغطي كل شيء متعلق به، فتضمن جودة التعلم. كما أنّ القراءة في حد ذاتها تنمي مهارات اللغة الأربع الأساسية: القراءة والكتابة والاستماع والتحدث، وتضيف لك مصطلحات جديدة، وتتعلم منها أساليب قوية في التعبير.

3. حل عملي لتقليل التوتر

في عام 2018 نُشرت دراسة مهمة في مجلة علم النفس الاجتماعي والإكلينيكي تحدثت عن أنّ الحد من وسائل التواصل الاجتماعي يقلل من شعورنا بالوحدة والاكتئاب. وهذا مفهوم بسبب الضغط الذي تسببه هذه الوسائل للكثيرين لأسباب كثيرة أبزرها المقارنة مع الأقران، وطبيعة المحتوى الذي يتعرضون له يوميًّا.

يمكن للقراءة أن تكون وسيلة جيدة للابتعاد عن عالم التواصل الاجتماعي، والتخلص من التوتر والضغط، والحصول على وقت مع الذات يُستثمر في نشاط وتجربة ممتعة بين عوالم الكتب المختلفة.

4. توسيع الأفق

«كلا.. لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عمرًا في تقدير الحساب. وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياةً واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة». أنا، عباس محمود العقاد.

تمنحك القراءة أفكارًا جديدة، تساعدك على توسيع أفقك، وتجعلك أكثر تقبلًا لوجود الاختلاف في العالم، وتتيح لك الفرصة للتعرف على ثقافات الآخرين من حولك وتجاربهم. يمكن أن تغرق في القراءة في عوالم كثيرة، تحيا مشاعر وتجارب وأفكارًا تلهمك، تضيف لك منظورًا جديدًا لرؤية الأمور بصورة مغايرة عن المعتاد.

8 خطوات عملية لبناء روتين القراءة والالتزام به

لا ينشأ الروتين دفعةً واحدة، لكنه يتطلب تطبيق بعض الخطوات والالتزام الدائم بها، حتى تصل في النهاية إلى مرحلة تحول القراءة إلى نمط حياة روتيني يتكرر في حياتك باستمرار. يمكنك بناء روتين القراءة عبر تنفيذ هذه الخطوات الثمانية:

الخطوة الأولى: تحديد أهدافك من القراءة

أهداف القراءة هي الوجهة التي تذكّرك بلماذا بدأت القراءة، وتساعدك على الالتزام بالروتين. كما أنّها تمنحك الدافع للقراءة، إذ تقرأ لوجود احتياجات معينة لديك تحاول تلبيتها، وبناءً على ذلك وُجدت هذه الأهداف. تختلف أهداف القراءة من شخص لآخر، ومنها على سبيل المثال:

  • التثقيف: الحصول على المعلومات ومعرفة الأفكار والنظريات حول موضوع معين.
  • التعلم: اكتساب المهارات العملية والتطوير الذاتي والمهني.
  • الترفيه: الاستمتاع بالقراءة والاسترخاء.

الخطوة الثانية: البدء بالكتب البسيطة

تشبه القراءة عضلات جسدك؛ هل يمكنك في التدريب الأول ممارسة جميع التمرينات وبكثافة؟ لن تنتفع بذلك كثيرًا، بل سينعكس الأمر عليك سلبًا وتزداد احتمالية تعرضك لإصابات متعددة. ينطبق الأمر نفسه على القراءة، فإذا بدأت بكتب كبيرة ومعقدة فستشعر بصعوبة القراءة ومدى تعقدها، وقد تقرر التوقف عن القراءة قبل البدء.

لذا من الجيد في رحلة بناء روتين القراءة أن تبدأ بالكتب البسيطة، وهي الكتب التي تجمع بين صغر الحجم وبساطة المحتوى وطريقة عرضه داخل الكتاب. بمرور الوقت ستنمو عضلة القراءة لديك، وستزداد قدرتك على قراءة الكتب الطويلة ذات المحتوى المعقد.

الخطوة الثالثة: وجود آلية لاختيار الكتب

من التحديات المهمة في القراءة هي وجود آلية واضحة لاختيار الكتب، فكلما كانت اختياراتك للقراءة جيدة، عزّز ذلك من نجاح روتين القراءة الخاص بك والتزامك به. ومن أهم الطرق لاختيار الكتب:

  • البحث في قوائم الترشيحات: اطلع على قوائم ترشيحات في الموضوع الذي تبحث عن كتب به، فغالبًا ما تتضمن هذه الترشيحات اختيار أهم الكتب في الموضوع المطلوب. وستجد في مدونتنا هنا قسمًا للترشيحات المتنوعة يمكنك الاستعانة بها.
  • ترشيحات الأصدقاء: استعِن بخبرات وترشيحاتٍ من أصدقائك القرّاء الذين تثق في رأيهم، ولا تنسَ إخبارهم بما تهتم بقراءته لضمان جودة الترشيحات وتوافقها مع تطلعاتك.
  • قراءة فهرس الكتاب: خذ فكرةً أكثر عن محتوى الكتاب من الفهرس الخاص به، لمعرفة تفاصيل المحتوى الموجود داخله.
  • التصفح السريع: اطّلع على الكتاب سريعًا، اقرأ مقدمته وبعض الأجزاء منه، وستتكون لديك رؤية نوعًا ما حول أسلوب الكاتب وطبيعة المحتوى.
  • تقييمات الكتاب: تخصص مواقع الكتب جزءًا للتقييمات والمراجعات، وسيفيدك كثيرًا الاطلاع عليها لمعرفة انطباعات الآخرين عن الكتاب وتجربتهم. ونخص هنا بالذكر موقع Goodreads الشهير، إذ يشمل الموقع أغلب الكتب المنشورة عالميًّا، وعليه حضورٌ كبير من القراء مختلفي المشارب، ويمكنك الاستعانة بآرائهم الإيجابية والسلبية في تكوين صورةٍ عن الكتاب قبل الولوج إليه. وإن كان بعض القراء يستهجنون الاطلاع على تقييمات الكتب قبل قراءتها خوفًا من تأثيرها على انطباعاتهم.

وفي كل اختيار للكتب طبِّق قاعدة الخمسين لنانسي بيرل، التي تخبرك بمنح كل كتاب حوالي خمسين صفحة، وبعد ذلك حدد إذا كنت ستتابع القراءة أم ستتوقف. هذه القاعدة تضمن لك الحفاظ على وقتك، حتى لا تُتعب نفسك في إكمال كتاب لا تراه مفيدًا. وإن كان إكمال الكتاب السيئ يعلمك أن هذا الكتاب سيئ وأنك لم تكن متسرعًا، وهذه في حد ذاتها فائدةٌ عظيمة كما قال العقاد.

الخطوة الرابعة: وضع خطة للقراءة

يقلل وجود خطة للقراءة من العشوائية ويزيد من الالتزام بالروتين، لأنّك تملك مستهدفات معينة ترغب في تحقيقها. فاهتم بوضع خطةٍ دورية للقراءة، مثلًا خطة شهرية تتضمن الكتب التي ترغب في قراءتها. واتّبع النصائح الآتية لتضع هذه الخطة:

  • قيّم جدولك وحدّد عدد الكتب المستهدف خلال الشهر. ليس شرطًا قراءة العدد ذاته من الكتب في كل شهر، بل اختر عددًا من الكتب يتفق مع جدولك وإمكانياتك. قيّم جدولك خلال الشهر والمسؤوليات والمهام المنتظرة منك، وحدد عدد الكتب التي تناسب هذا الجدول.
  • اختر كتبًا تتفق مع أهدافك؛ فلا تختر كتبك بعشوائية، بل احرص دائمًا على اختيار ما يتفق مع أهدافك من القراءة، فهذا يزيد من التزامك وإصرارك على القراءة.
  • خصِّص جزءًا من قراءتك لمحتواك المفضل، ويشمل ذلك قراءات لأفضل من تحب من الكتّاب أو نوعية معينة من الكتب تحب قراءتها، أو حتى إعادة قراءة أعمال سابقة استمتعت بها.

الخطوة الخامسة: تهيئة بيئة القراءة

كلما نجحت في خلق مناخ مناسب للقراءة، ساعدك ذلك على الالتزام بالروتين والشعور بجودة عملية القراءة. لذا، احرص على تهيئة بيئة جيدة للقراءة وما يتضمنه ذلك من احتياجات كالآتي:

  • اختر مكانًا جيدًا للقراءة بعيدًا عن الضوضاء والمشتتات قدر الإمكان لضمان التركيز.
  • اجلس في مكان تشعر فيه بالراحة الجسدية، مثلًا كرسي مريح يناسب القراءة.
  • تأكد من وجود إضاءة جيدة في المكان للحفاظ على صحة عينيك.
  • أحضر ورقة وقلمًا في مكان القراءة لتسجيل الملحوظات والأفكار المهمة من الكتاب.
  • تناول مشروبك المفضل في أثناء القراءة إذا كان ذلك يضيف لك شعورًا بالمتعة.

الخطوة السادسة: الالتزام بوقت للقراءة

أهم شيء في أي روتين هو الالتزام بالوقت، ولذلك فكل الخطوات السابقة لن تكون ذات قيمة إلَّا بتحديد وقت لعملية القراءة والالتزام به يوميًا. لا يعني ذلك تحديد موعد ثابت خلال اليوم، وإن كان ذلك أمرًا جيدًا، لكن الأهم هو تحديد مدة معينة تحرص على الالتزام بها.

ابدأ الأمر تدريجيًّا حتى تعتاد على القراءة فتصبح نمط حياة روتينيًّا. خصص من يومك مثلًا 15 دقيقة، وبعد فترة ارفع المدة إلى نصف ساعة، واستمر في الأمر بما يناسب تطور قدرتك في القراءة. بالطبع قد تتأثر فترة القراءة بجدولك ومسؤولياتك، وقد لا تقدر يوميًّا على القراءة فترات طويلة. لذا، ضع حدًّا أدنى من الوقت الثابت للقراءة ولا تتنازل عنه أبدًا.

أيًّا تكن مدة القراءة فالمهم فيها هو جودتها، فاترك هاتفك خلال هذه الفترة إذا كنت تقرأ كتابًا ورقيًّا. أما إذا كنت تقرأ كتابًا على هاتفك، فعطّل الإشعارات قدر الإمكان، ولا تفكر أبدًا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الوقت. يمنحك ذلك تركيزًا كاملًا على القراءة واستغلال الوقت المخصص لها.

تعلم كذلك احترام وقت القراءة، فهو ليس نشاطًا ثانويًّا في يومك، بل هو جزء مهم وأولوية تحتاج إلى الالتزام بها. فمثلًا إذا احتجت لتنفيذ نشاط في يومك، فلا تذهب إلى وقت القراءة أول ما تذهب وتستبدل به النشاط الجديد، بل اجعل هذا الوقت خطًّا أحمر.

الخطوة السابعة: تنويع طرق القراءة

من الجيد التنويع في طرق القراءة، فلا تكتفِ بالكتب الورقية طوال الوقت، حتى إذا كنت من محبيها. أولًا، ستمثل الطرق الأخرى تجديدًا لروتين القراءة، وثانيًا تناسب الظروف المختلفة التي لا يكون سهلًا فيها القراءة عبر كتابك الورقي.

من أساليب تنويع طرق القراءة هي الكتب الإلكترونية، التي يمكنك الحصول عليها عبر العديد من المنصات المتخصصة، والكتب الصوتية التي تضيف بعدًا جديدًا لعملية القراءة من خلال الاستماع إلى الكتاب وأداء الرواة، وهي تناسب ممارسة القراءة في أثناء أداء أنشطة أخرى كالتمارين الرياضية أو المواصلات.

الخطوة الثامنة: كتابة مستهدف القراءة اليومي

في المساء قبل النوم، أو في الصباح أول شيء، اكتب مستهدف القراءة لليوم ضمن مهامك اليومية. حدد مستهدفًا يمكنك الالتزام به فعلًا، مع التأكد من كونه لا يقل عن الحد الأدنى من وقت القراءة المحدد سابقًا. وفي نهاية اليوم تتبع قراءتك لليوم وسجل ما أنجزته، واكتب مستهدف اليوم التالي. هكذا يمكنك الحفاظ على القراءة روتينًا يوميًّا، تضمن التزامك به وتقدمك في تنفيذه باستمرار.

4 نصائح تضيف المتعة وتزيد من التزامك بروتين القراءة

توجد بعض النصائح الإضافية التي ستضيف متعة لعملية القراءة، وتزيد من التزامك بروتينها اليومي. من أهم هذه النصائح:

1. ممارسة القراءة مع الأصدقاء

لا داعي لأن تكون القراءة عادة فردية دائمًا، بل يمكنك ممارستها مع أصدقائك المهتمين بالكتب. ليس شرطًا اجتماعكم معًا والقراءة في المكان، بل يكفي اتفاقكم على الكتاب والمتابعة معًا في أثناء رحلة القراءة، وتبادل الآراء والأفكار سواءٌ بالدردشة أو الاجتماع والمناقشة.

اعتدنا أنا وأصدقائي في فترة الجامعة على تنظيم لقاء أسبوعي لمناقشة كتاب نحدده في بداية الأسبوع. ساعدنا ذلك على الالتزام بالقراءة سنوات متتالية، وسمح لنا برؤية منظور مختلف في عين كل قارئ في كل مرة نجتمع فيها للنقاش، ما أضاف للقراءة بعدًا أمتع وأنفع.

2. الانضمام للمجتمعات المهتمة بالقراءة

من مميزات نمو المحتوى الرقمي هو وجود مجتمعات مهتمة بالقراءة، تجد العديد منها على منصة فيسبوك ومساحات تويتر، حيث يجتمع القرّاء في هذه المجموعات للحديث عن القراءة والكتب وغيرها من الموضوعات الثقافية. وابحث أيضًا عن الأندية المتخصصة في الأدب، سواءٌ في أرض الواقع في المكتبات المشهورة والجامعات، أو عبر الإنترنت في مجموعات القراءة التي تنظم أنشطة متنوعة من بينها إنشاء أندية للأدب. ويمكنك البحث عن المقاهي المشاركة في مبادرة الشريك الأدبي التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، وكان لها دورٌ كبير في إنعاش الحالة الثقافية في المملكة. فهذه المقاهي تعقد جلسات وندوات متتالية تشجع على القراءة وتجعلها جزءًا مهمًّا من يوميات الحياة.

3. المشاركة في تحديات القراءة

تضيف تحديات القراءة بعدًا تنافسيًّا ممتعًا يحفزك على الالتزام بالقراءة خلال فترة معينة. ويمكنك معرفة هذه التحديات من المجتمعات المهتمة بالقراءة، أو عبر المنصات المتخصصة في الكتب. ومن أشهر أمثلة تحديات القراءة هو تحدي القراءة السنوي على موقع جودريدز، إذ تحدد لنفسك عدد الكتب الذي تنوي قراءته خلال العام، وتحرص على الالتزام به وتشارك تحديثاته أولًا بأول عند انتهائك من القراءة.

لكن إذا قررت المشاركة في أي تحدٍّ للقراءة، فانتبه ألّا تصبح المشاركة في التحدي غاية في ذاتها. مثلًا لا تختر كتبًا صغيرة كي تنجز أكبر عددٍ من الكتب. وتذكّر أن التحدي بالنسبة لك مجرد وسيلة للالتزام بروتين القراءة، ولا ينبغي أن يتجاوز دوره هذا الأمر.

4. التدوين عن الكتب

لا تحتاج لأن تكون كاتبًا لتنفذ هذه النصيحة، بل يمكنك التدوين والتعبير عن رأيك في كل كتاب تقرؤه حسب رغبتك، ومشاركة هذا الرأي مع أصدقائك وشبكة علاقاتك وفي المواقع التي تتيح لك كتابة التقييمات والمراجعات، أو حتى من خلال إنشاء مدونة على الإنترنت. وليس شرطًا أن تكون كتابة طويلة، ولا تلزم نفسك بصورةٍ واحدة للتدوين، بل دع الأمر لطبيعة تجربة القراءة ومحتوى الكتاب. وأيًا تكن الصورة النهائية لكتابتك، يمكنك أن تضمِّن فيها ما أعجبك في الكتاب وأسلوب الكاتب، وما لم يعجبك، وأن تصف مشاعرك في أثناء القراءة والحالة التي شعرت بها، واذكر الاقتباسات المفضلة لك من الكتاب، وقيّم الكتاب بدرجة من خمس، وفسّر السبب وراء ذلك. كل هذه أطر عامة فحسب، المهم في الأمر أن تعبر عما استفدته من الكتاب، حتى ولو كانت الفائدة أن هذا الكتاب لا يفيد.

أخيرًا نقول: لقد خلَّد سقراط ذكره في تاريخ الفكر والثقافة لأنه عاش بقوله: «الذكي من اعترف بجهله، أو عرف أنَّه لا يعرف»، وهذا ما تفعله بنا القراءة، تهذِّبنا وتجعلنا ندرك أن أمامنا طريقًا طويلًا في رحلة المعرفة؛ طريقًا ممتعًا يبني عقولنا ويضيف لنا أفكارًا ورؤًى جديدة باستمرار، وسلاحنا للسير في هذا الطريق هو أن تصبح القراءة نمط حياة روتينيًّا نلتزم به دائمًا.

مصادر للاستزادة:

Shares:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *