مقالات

العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر، إلى أين؟

يناقش هذا المقال العلاقة الناشئة بين الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر، وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تحدث ثورة في طرق إنتاج المحتوى وتسويقه، والتحديات التي قد تواجهها الصناعة في المستقبل.
العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر، إلى أين؟

في عصر يتسم بالتقدم التكنولوجي السريع، تجد صناعة النشر نفسها أمام مفترق طرق الابتكار. حيث تشهد الأساليب التقليدية لإنشاء المحتوى، وتوزيعه وتسويقه تحولًا كبيرًا، وذلك بفضل تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) واتساع رُقعة تطبيقها. وعلى الرغم من وجود بعض القلق المُتصاعد في مجال صناعة النشر مثل الخوف من إحلال الذكاء الاصطناعي مكان الأشخاص، إلا أنه في الحقيقة يُعد سلاحًا ذا حدين بالنسبة للمجال. ففي الوقت الذي يخشى فيه العديد من الناشرين والكُتاب وصُناع المُحتوى من التوغل العميق لتقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة النشر، يرى آخرون آفاقًا جديدة ستوفرها لهم التقنية في حال أحسن الجميع استثمارها. وبين مُؤيدٍ ومُعارض يقف السؤال قائمًا «العلاقة الناشئة بين الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر، إلى أين؟»

وفقًا لمجموعة من الأبحاث التي أجرتها مؤسسة Digiday+ Research فإن نصف الناشرين يستخدمون بالفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي، مؤكدةً أن المزيد سيتبعونهم قريبًا. بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لاستطلاع آخر أجرته شركة lineup، يعتقد 75% من الناشرين أن الذكاء الاصطناعي سيكون حاسمًا لنجاح أعمالهم في السنوات الثلاث المقبلة.

الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر، آمال واعدة ومشاكل مُحتملة!


في محادثة افتراضية أجراها جون وارن، المدير والأستاذ المشارك في برنامج الماجستير في الدراسات المهنية في النشر بجامعة جورج واشنطن، مع المدير التنفيذي لمطبعة هوبكنز باربرا كلاين بوب، وبرادلي ميتروك، المنتج التنفيذي لمؤتمر عالم الكتاب الرقمي نسخة 2024، ناقش الجميع الكيفية التي سيُغير بها الذكاء الاصطناعي صناعة النشر. وكانت هذه المحادثة مستوحاة جزئيًّا من مقال نشر في مجلة الناشر الأسبوعي (Publishers Weekly) بقلم ثاد ماكلروي بعنوان
«الذكاء الاصطناعي على وشك قلب عملية نشر الكتب رأسًا على عقب». وقال كلاين بوب: «إن الذكاء الاصطناعي هو أحد أكثر الأشياء إثارة منذ ولادة الإنترنت. وهناك العديد من الإمكانيات المفتوحة أمام صناعة النشر مع إدراكنا وجود مشكلات».

يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على إحداث ثورة في جميع جوانب صناعة النشر، بدءًا من صناعة المحتوى، مرورًا بالتسويق والإنتاج ووصولًا إلى تحليل البيانات وغير ذلك الكثير. وأشارت كلاين بوب إلى أن الذكاء الاصطناعي سينقُلنا لمرحلة الإبداع، و«أن الفاكهة الدانية للذكاء الاصطناعي هي التسويق».

وفي المُقابل، قدم وارن وجهات نظر طُلابه حول الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي شملت مجموعة واسعة من وجهات النظر المُختلفة قائلًا: «سوف يمس هذا الأمر جميع جوانب صناعة النشر، بل وجميع جوانب المجتمع حقًّا». لكنه بالرغم من ذلك يأمل ألا يحل الذكاء الاصطناعي محل الوظائف الأقل التي يحتاجها الطلاب ليتعلموا كيفية النجاح في المناصب العليا؛ حيث إن هناك الكثير من المخاوف أن يستبدل الذكاء الاصطناعي هذه الأعمال في المُستقبل ويقضي عليها بغير رجعة.

ما هي المجالات التي يُمكن أن يتكامل فيها الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر؟

كما هي الحال في العديد من المجالات الأُخرى، فقد أحدث التداخل بين الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر ثورة غير مسبوقة في مجال تحرير الكتب ونشرها. حيث تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على زيادة كفاءة العملية بشكل سريع، وتحديد الأخطاء بسرعة ودقة، واكتشاف الانتحال وإنشاء التقارير بشكلٍ سريع. 

يمكن الآن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لمقارنة المخطوطات بمكتبة ضخمة من الأعمال المنشورة، مما يسهل على المحررين التعرف على الانتحال في الكتب. كما توفر أيضًا أدوات لمعالجة كميات كبيرة من البيانات بسرعة ودقة، مما يُمكن من كتابة مُلخصات أفضل، ومعرفة تفضيلات القُراء، والعثور على الموضوعات الشائعة، بل وحتى التنبؤ بنسبة نجاح الأعمال.

كل هذا سيُساعد على تحسين المخطوطات، والعثور على مؤلفين متميزين، واكتشاف المزيد من الموضوعات التي قد يكون تم تجاهلها بدون قصد. وبشكلٍ عام، هناك العديد من المجالات والأُفق التي يُمكن للذكاء الاصطناعي فتحها أمام الكُتاب في مجال صناعة النشر، والتي قمنا بتجميعها طبقًا لآراء العديد من الكُتاب والمحررين حول العالم.

1. المساعدة في الأبحاث

بصفتي كاتبًا في مجال التقنية -وغيرها من المجالات الأُخرى- أعتقد أن أحد المجالات التي سيستفيد فيها صُناع المُحتوى والكتاب بشكلٍ كبير من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT هي عملية البحث والكتابة. والأمر هنا لا يعني بالضرورة أننا سنتخلى عن الكُتاب أنفسهم كما قد يظن بعض الناس، بل الحقيقة هي أن دمج هذه التقنيات سيجعلهم أكثر إنتاجية من خلال توفير الأبحاث والمعلومات والمصادر التي يحتاج إليها الكاتب بسهولة أكبر. هذا بجانب تحسين المقالات ومراجعتها وتطويرها بالشكل الذي يتناسب مع طريقة كتابة الكاتب نفسه.

لكن بالرغم من أن هذه الميزة ستوفر الكثير من الوقت والجهد على الغالبية العظمى من الكُتاب وصناع المحتوى، إلا أنها ستحتاج منهم مراجعة دقيقة أيضًا لما يتم تصديره من المعلومات. حيث إنها قد تضطر المُراجعين لوضع بعض القيود لفحص المصداقية والحقائق.

2. التحرير المدعوم بالذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي ممتاز أيضًا في عملية التحرير والكتابة. يُمكنك أن ترى اليوم كبار المؤلفين والكُتاب يستفيدون من الذكاء الاصطناعي للحصول على نتائج أفضل، أكثر كفاءة وفعالية لأعمالهم، من خلال تقليل الوقت اللازم لتحرير إبداعاتهم الأصلية وتعديلها. فبفضل خوارزميات معالجة اللغات الطبيعية (NLP) المستندة إلى الذكاء الاصطناعي مثلًا، يُمكنك الآن إنتاج آلاف الكلمات من المحتوى في غضون ثوانٍ. هذا التسارع المهول في إنشاء المحتوى أحدث ثورة في عمليات النشر من خلال تمكين الناشرين من إيصال المعلومات إلى الجماهير بسرعة وكفاءة غير مسبوقة.

ولكن لسوء الحظ، وعلى الجانب الآخر، فمن المتوقع أيضًا أن نشهد ظهور الكثير من المؤلفين المُبتدئين وغير المُتخصصين الذين يمكنهم الآن إنشاء أعمال متواضعة بسرعة. الأمر يُشبه إلى حدٍ ما استخدام الذكاء الاصطناعي في الرسم، ففي الوقت الحالي يُمكنك رؤية الكثير من الرسامين الوهميين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في عملية الرسم بشكل شبه كامل تقريبًا مما ينزع منها جميع جوانب الإبداع، لتجد الآن صورًا متشابهة بنمطٍ واحد، لا تعكس في طياتها سنوات من الفشل والجهد والتدريب التي قضاها الرسام حتى يصل لما وصل إليه.

3. التحليل الآلي للنصوص وتنسيقها وترجمتها

بالرغم من أن ما ذكرناه من وظائف حتى الآن يحمل بعض المخاطر على استمرارية بعض الوظائف، إلا أن الدمج بين الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر يستطيع توفير العديد من المزايا والتسهيلات في الكثير من مجالات العمل المُتكررة والشاقة. فعلى سبيل المثال، يُمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة بعض الوظائف اليدوية الشاقة مثل التحليل الآلي للنصوص والتنسيق والتخصيص والترجمة. وهذا يسمح للمؤلفين بالتركيز على أبحاثهم ومحتواهم بشكلٍ أكبر. كما أنه يستطيع مُساعدة المؤلفين عن طريق التوصية بموضوعات أفضل بناءً على قدرته السريعة والواسعة على تحليل احتياجات المستهلكين.

4. التركيز بشكل أكبر على وجود صوتك في النص

إذا كنت تعمل في مجال الكتابة أو صناعة المحتوى، فلا شك أن اللمسة الإنسانية في كتاباتك هي أهم ما يُميز التجربة الإنسانية في الكتابة، ولعل دمج الذكاء الاصطناعي سيُخرج لنا هذا الصوت الداخلي واللمسة الفريدة الخاصة بالكُتاب. الذكاء الاصطناعي ممتاز في تجميع الكتابة المقنعة، ولكنها في نهاية المطاف كتابات غير نابضة بالحياة، ولا تعكس مشاعر الكاتب.

هذا الأمر في وجهة نظري سيُسهل بعض المهام على بعض الكُتاب. فعلى سبيل المثال، هناك بعض الموضوعات الإخبارية، أو النمطية التي لا تحتاج إلا إلى سرد المعلومات فحسب. سيستفيد إذًا الكُتاب المُهتمون بهذا النوع من الكتابة بشكلٍ أكبر من الذكاء الاصطناعي. ولكن في المُقابل، فإن الكتابات الإبداعية التي تحتاج إلى صب كم كبير من المشاعر داخلها ستستفيد بشكلٍ آخر من تلك التقنيات.

أمثلة واقعية على استخدامات الذكاء الاصطناعي في صناعة النشر

يعتمد العديد من الناشرين في الوقت الحالي على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز عملياتهم وتوفير محتوى وخدمات أفضل لجماهيرهم. دعونا نستعرض بعضًا منهم:

  1. تستخدم صحيفة نيويورك تايمز الذكاء الاصطناعي في عملية التوصية للمحتوى، حيث يقترح نظامهم على القُراء بعض التوصيات اعتمادًا على سجل القراءة الخاص بهم وتفضيلاتهم في الفترات السابقة.
  2. تستخدم وكالة Associated Press تقنيات الذكاء الاصطناعي لتلبية مجموعة متنوعة من الاحتياجات مثل التنبيهات بشأن الأحداث الإخبارية العاجلة، وإنشاء مُلخصات قصيرة من نصوص أطول، واستخراج الصوت من ملفات الفيديو في الوقت الفعلي لسماعها.
  3. تُطبق بلومبرج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمراقبة وإبلاغ محطة بلومبرج عن المُستجدات في المجال المالي.
  4. تستخدم شركة McGraw-Hill Education الذكاء الاصطناعي في الموارد التعليمية، لتكييف المحتوى مع احتياجات الطلاب الفردية.
  5. تستخدم شركة بيرسون، وهي شركة تعليمية رائدة، الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى وتقييمه ووضع الدرجات وتوجيه الطلبة.
  6. نشرت سبرينغر نيتشر أول كتاب بحثي في العالم يتم إنشاؤه بواسطة الآلة. كما يقومون أيضًا بتجربة الذكاء الاصطناعي لترجمة المنشورات العلمية أو تلخيصها، ومطابقة الأوراق البحثية مع المراجعين المناسبين، وكشف الانتحال.
  7. تستخدم بنجوين راندم هاوس الذكاء الاصطناعي، بشكل أساسي مع التعلم الآلي، لتحديد سعر بيع الكتب الإلكترونية أو تحديد بداية طباعة الكتب المطبوعة.
  8. تستخدم مؤسسة O’Reilly Media الذكاء الاصطناعي للتوصية بالكتب التقنية والموارد التعليمية، أخذًا في الاعتبار الملف الشخصي للقارئ وتاريخ التعلم.

خطر الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي

كما أشرنا في بداية المقال، لا شك أن دمج الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر في قالبٍ واحد سيكون له بعض التأثيرات السلبية المحتومة.

فمن ناحية، من المُمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على صناعة النشر من خلال تغيير كيفية كتابة الكتب وتوزيعها. يمكن لأدوات المُساعدة في الكتابة والمحادثة المُدعمة بالذكاء الاصطناعي مثل Chat GPT -والأدوات الأُخرى الشبيهة مثل Bard من Google وBing من Microsoft- زيادة عدد الكتب المنشورة في المجالات المُختلفة.

ولكن مع ذلك، قد يؤدي هذا الاتجاه إلى شيء من النفور من قِبل القُراء، حيث قد يفقد المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي أصالته وإبداعه في حال اعتمد المؤلفون بشكلٍ كبير على أدوات الذكاء الاصطناعي تلك. هذا الاتجاه سيؤثر أيضًا على الكثير من الوظائف الأقل إبداعية مثل ترجمة المقالات، وكتابة الأخبار، وتحليل البيانات وما إلى ذلك من الوظائف الشاقة نعم ولكنها موجودة وبكثرة.

هذا الأمر جعل الكثير من المؤلفين ومُحرري الكتب يشعرون بالقلق من أن الدمج بين الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر سيُقلل من دورهم في صناعة النشر. فما هي المُخاطر المُتوقعة والمُلاحظة في العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر؟

1-خطر الأتمتة

أحد العيوب الرئيسية للذكاء الاصطناعي في تحرير الكتب ونشرها هو خطر الأتمتة (Automating). حيث يُمكن الآن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لإتمام عملية التحرير والنشر بشكل تلقائي كامل، مما يقلل من الحاجة إلى المُحررين والناشرين البشريين وضياع الكثير من فرص العمل، وبالتالي زيادة البطالة. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى انخفاض جودة الكتب، ونقص الإبداع والتنوع في الكتابة، والنظرة الشخصية للكتاب.

2- عدم المساواة في تقييم الأعمال

خطر آخر للذكاء الاصطناعي يكمن في احتمال زيادة عدم المساواة في تقييم الأعمال. فبالرغم من أن وجود القابلية لكتابة المقالات بشكل كامل باستخدام الذكاء الاصطناعي سيجعلها أرخص وأسرع مع أنواع مُعينة من الكتب أو المؤلفين. إلا أن ذلك قد يؤدي إلى حصول بعض المؤلفين أو الكتب على تقييمات أكبر من غيرها، خاصة مُقابل أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي كغيرهم.

3- حقوق النشر

يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في تحرير الكتب ونشرها أيضًا مخاوف بشأن حماية حقوق النشر. حيث يمكن استخدام تلك التكنولوجيا لسرقة الأفكار أو حتى مخطوطات بأكملها، مما يجعل من الصعب على المؤلفين حماية ملكيتهم الفكرية. وقد يكون لذلك تأثير سلبي على صناعة النشر ومؤلفيها.

العلاقة الناشئة بين الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر، إلى أين؟

أعتقد أنه في الوقت الحالي، لا يختلف اثنان على الإمكانيات التي يُمكن أن تُقدمها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لصناعة النشر، سواء كان ذلك من خلال توفير مسارات أسرع وأكفأ لإنتاج المحتوى وتحليله، ومراقبة الجودة أو حتى أتمتة المهام البسيطة تلقائيًّا. ومع ذلك، من المهم أن نبقى مُدركين لحدودها جيدًا، وألا ننسى أبدًا تأثير المشاعر الإنسانية داخل المجال، وليس فقط الخبرات التي حصلوا عليها.

لكن على الجانب الآخر، بدأ شبح البطالة يُهدد الكثيرين. ومع هذه القوة والسهولة في إنجاز المهام، بدأ القلق يجتاح عالم النشر وصناعة المُحتوى. فمع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد، أصبح العديد من المحررين يشعرون بالقلق من أن وظائفهم ربما لم تعد هناك حاجة إليها، أو ما هو أسوأ من ذلك، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محلهم بالكامل في المُستقبل القريب. 

بالتأكيد هذا لا يجب أن يكون الحال في نهاية المطاف، ولكنها بلا شك مخاوف مُعتبرة مع سيادة سُلطة رأس المال مُقابل التكاتف الإنساني. ولكنها أيضًا -على الأقل في الوقت الحالي- لم تصل لمرحلة من التطور يُحاكي المشاعر، وفهم السياقات وغيرها من الخبرات الإنسانية. يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام العادية مثل التدقيق اللغوي والتخطيط، لكنه لا يمكن أن يحل محل المحررين المبدعين والمهرة الذين يمكنهم تقديم قيمة لأي منشور. لذلك، فإن الواجب على المُحررين والكُتاب حاليًا هو استخدام الذكاء الاصطناعي باعتباره أداةً، وليس بديلًا.

بالإضافة لما سبق، لا يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لضمان الدقة والاتساق في الكتابات والنسخ، لأنه يفتقر إلى القدرة على فهم الفروق الدقيقة في اللغة. نعم تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي اكتشاف الأخطاء النحوية والإملائية وبناء الجملة، ولكنها في المُقابل لا تستطيع تقديم هذا الحس البشري الذي يسمح للكتابة بالقدرة على التعبير والإبداع والتحليل وغير ذلك.

العلاقة الناشئة بين الذكاء الاصطناعي وصناعة النشر في الوقت الحالي لا تزال إذًا في مهدها الأول، ولكن مع المزيد من التطوير والتعاون بين الكُتاب، والناشرين، والمُطورين، بل وحتى القُراء، وإدراك قيمة العدالة في إتاحة الفُرص وتطوير الأدوات والعاملين في هذا المجال؛ فلا شك أن الجميع يُمكنهم العبور إلى بر الأمان.

المصادر

Shares:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *